المعنى الحقيقي للنجاح هو أن يحقق الإنسان إنجازا ذا قيمة كبيرة ينقله من واقع إلى واقع أفضل منه بكثير بحيث لا يمكن أن يعود إلى سابق عهده إلا بشكل نادر جدا ، مثل الشاب الذي يتخرج من كلية الطب ويصبح طبيبة ناجحة لا يمكن أن يعود سهم حياته إلى الوراء ويكون ليس طبيبا .
والنجاح بصورة عامة ليس بالأمر البسيط كما له آثار إيجابية كثيرة في حياتنا ، والإنسان الماهر المتمكن من عمله سواء كان مهندسا أو إدارية أو رجل أعمال ، وبصرف النظر عن مجال عمله هو أكثر فاعلية وتحكما على زمام حياته من الإنسان البسيط الذي يفتقر إلى مهارات عالية ويعتمد على وظيفة عادية للغاية وقد يسد مكانه أي شخص بسهولة . دل بها على أهوائنا ومخاوفنا ونزوعنا إلى الراحة الجسدية والبقاء في المنطقة الآمنة والإنسان بطبيعته العمل المتعب وارتياد الزوايا المجهولة ولكن في حال امتلكنا رغبة كبيرة في تحقيق هدف معين سوف نتغلب على ذلك ولهذا معظم الناجحين هم أصحاب إرادة قوية . كما نحتاج إلى الطريق المناسب الذي يوصلنا إلى هدفنا المنشود وذلك عن طريق القراءة والاستماع إلى المحاضرات المفيدة والاستفادة من السابقين الذين خاضوا تجربة النجاح في المجال الذي نسعى للنجاح فيه وغيره من المجالات الحيوية . وأول درس ينبغي أن نتعلمه في بداية هذه الرحلة هو أن تدرك جيدا بأن الفرق بين العمل واللعب هو أن العمل يتمثل في أي نشاط يقوم
به الإنسان ويعود عليه بالنفع أو على أناس آخرين . والمساهمة في تشييد الحضارات . وسمعت قبل سنوات من أحد الناجحين بأن ٪۸۰ من الأشخاص الذين يعملون ما عليهم فعله ويبذلون الجهد الكافي سوف ينجحون في تحقيق أهدافهم وأثبتت لي الأيام بعد ذلك بشكل ملموس صحة هذه النظرية . ومن عناصر النجاح الأساسية هو الصبر على تحمل الصعاب ؛ لأن حياة البشر لا تسير على وتيرة واحدة وليس كلما نخطط له في عقولنا يتحقق على أرض الواقع بنفس الصورة التي رسمنا لها ، لذلك نحتاج إلى الصبر ونذكر أنفسنا دائما بأهميته . الصبر هو العنصر الأساسي الذي يحتاج إليه الناس في سبيل سعيهم للنجاح ، خط مستقيم ، وإذا لم نمنحها القدر المطلوب من الزمن سنكون من العاجلين ، لهذا في الأدب الروسي يقول العجوز الحكيم للطفل الذي يقود العربة امش رویدا لكي نصل بسرعة . لا يود أن يخسر إطلاقا يريد أن تكون الأمور كلها على ما يرام ، كلها ممهدة أمامه والناس كلهم أخيار وصادقون معه ، أما ماعدا ذلك من الخسائر والإخفاقات المقبولة يكون تجنبها على حساب شجاعتنا في خوض تجربة الحياة بالشكل الذي يتلاءم مع قدراتنا ، عندما تخرج من مرحلة الثانوية التحق بكلية الطب وتخصص في طب العيون وأصبح طبيبة ، وطبعا هذا غير ممكن ولكن بسبب طموحه الكبير ومبادرته وفقه الله في مشروع عالمي استفاد منه آلاف الناس .